جورنال الذاكرة.. مساحة تربط الفتيات بالهوية
مبادرة فنية وثقافية استجابت للحاجة الملحة لدى اليافعات النازحات لتوفير مساحة آمنة للتعبير ومواجهة آثار الحرب والنزوح. تهدف المبادرة إلى تعزيز الصحة النفسية والشعور بالانتماء من خلال الدمج بين الفنون، الحكواتي، والهوية الفلسطينية، مما يمكنهن من تفريغ الضغوط وإعادة تنظيم الأفكار. ويتجسد هذا العمل في مشروع شخصي لكل مشاركة، وهو "جورنال إبداعي" خاص، يكون بمثابة أداة للتعبير العميق والربط بالجذور الثقافية بطريقة تفاعلية وممتعة.
ما هي؟
مبادرة فنية ثقافية، سعت إلى توفير مساحة آمنة لليافعات للتعبير عن أنفسهن وسط ضغوط النزوح وظروف الحرب، واعتمدت على الدمج بين الفنون، الحكواتي، والهوية الفلسطينية لتعزيز الصحة النفسية والشعور بالانتماء من خلال "جورنال إبداعي" تصمّمه كل مشاركة بلمستها الخاصة.
لماذا المُبادرة؟
جاءت المبادرة استجابةً للحاجة المتزايدة لدى الفتيات اليافعات في مراكز النزوح لوسائل آمنة تساعدهن على التعبير عن مشاعرهن ومواجهة آثار الحرب.
كما جاءت لمعالجة ضعف الأنشطة الثقافية التي تُعيد الربط بين اليافعات وجذورهن الفلسطينية بطريقة تفاعلية وممتعة، ودعم قدرتهن على تفريغ الضغوط النفسية وإعادة تنظيم أفكارهن من خلال الكتابة والفنون.
الفئة المُستهدفة ومكان التنفيذ
أهداف المُبادرة
- توفير أدوات إبداعية تساعد اليافعات على التعبير الحر والتفريغ النفسي.
- تعزيز الشعور بالانتماء، والارتباط بالثقافة والرموز الفلسطينية.
- تمكين المشاركات من امتلاك "دفتر جورنال" يُرافقهن لما بعد انتهاء الأنشطة.
- بناء الثقة من خلال الاستماع لقصة شخصية فلسطينية ملهمة تعكس الصمود والإبداع.
- ربط الفن بالتراث الفلسطيني عبر سلسلة أنشطة تمتد من الحكواتي وحتى الدبكة الشعبية.
أنشطة تفاعليّة.. أجواء مُميّزة
شهدت مبادرة "جورنال للذاكرة" تنفيذ سلسلة من الأنشطة التفاعلية التي صُمّمت خصيصًا لدعم اليافعات في مخيم الزهور وتعزيز ارتباطهن بهويتهن الفلسطينية، وذلك ضمن بيئة آمنة تجمع بين التعبير الإبداعي والفنون والتراث.
النشاط الأول
استُهلّت الجلسة بنشاط تفاعلي هدف إلى خلق مساحة من الألفة بين اليافعات، حيث كتبت كل مشاركة اسمها وعمرها وبلدتها الأصلية على ورقة صغيرة، ثم جرى جمع الأوراق داخل صندوق يمرّ بين الفتيات.
قامت كل فتاة بسحب ورقة والتعرّف على الفتاة صاحبة الاسم، لتبدأ بذلك دائرة من التفاعل الإيجابي والمحادثات التي أعادت الفتيات إلى ذاكرة البلدات الأصلية التي تنتمي إليها عائلاتهن. ساعد هذا النشاط على بناء علاقة أولية بين المشاركات، ومنحهن شعورًا بالأمان والانتماء داخل المجموعة.
النشاط الثاني
انتقل فريق المُبادرة في الجلسة إلى مساحة من الإلهام عبر قصة حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي شكّلت تجربته في النزوح واللجوء نموذجًا للصمود والإبداع. استمعت اليافعات إلى قصة أولى قصائده "سجل أنا عربي"، وكيف تحوّلت الكتابة لديه إلى أداة لمقاومة النسيان كما قال: "نحن لا نكتب لكي ننتصر، بل نكتب كي لا يهزمنا النسيان".
أثار سرد قصة درويش حوارات بين الفتيات حول علاقتهن بفلسطين، وأعاد التأكيد على دور الهوية والثقافة كعناصر قوة في مواجهة الحرب.
النشاط الثالث
بدأت بعدها الورشة الفنية الرئيسية، حيث تعرّفت المشاركات إلى "الجورنال الإبداعي" كأداة تساعدهن على التعبير عن الذات والتفريغ النفسي بطريقة مبتكرة. حصلت كل فتاة على دفترها الخاص، إلى جانب مجموعة من القصاصات والملصقات التي تحاكي رموز الثقافة الفلسطينية مثل: الكوفية، الثوب المطرز، حنظلة، الدبكة، المسجد الأقصى، والبطيخة.
جرى شرح المعاني والدلالات التاريخية لكل رمز، قبل أن تبدأ الفتيات بتصميم صفحاتهن باستخدام القص واللصق والرسم والكتابة، في تجربة جمعت بين الفن والذاكرة والهوية. وقد عبّرت المشاركات عن تفاعل عالٍ مع النشاط، وظهر بوضوح كيف تحوّلت صفحات الجورنال إلى مساحة خاصة تحمل مشاعرهن وتجاربهن مع النزوح.
النشاط الرابع
أضفت فرقة "راجعين" لمسة احتفالية على اليوم من خلال عرض دبكة فلسطينية قدّمته أمام اليافعات. وقد لاقى العرض تفاعلًا كبيرًا، حيث منح الفتيات لحظات من الفرح الجماعي وأعاد إحياء ارتباطهن بالفنون الشعبية التي تشكل جزءًا أصيلًا من الهوية الفلسطينية.
ساهم النشاط في خلق جو من الحيوية والاندماج، وأكّد على دور الفنون الشعبية كوسيلة للتعبير والتفريغ.
النشاط الخامس
اختُتمت الفعالية بجلسة مشاركة مفتوحة، عرضت فيها كل مشاركة ما أنجزته في دفتر الجورنال، مستعرضة الصفحات التي صمّمتها والرسائل التي وثّقتها.
وبعد العرض، قدّمت الفتيات انطباعاتهن حول المبادرة وكيف أسهمت في مساعدتهن على التعبير عن مشاعرهن وتعزيز ارتباطهن بالهوية. وقد شكّل هذا الختام مساحة للتأمل والتواصل، ورسّخ أثر المبادرة في نفوس المشاركات.
السياق والتفاصيل
نُفّذت المبادرة ضمن سلسلة مبادرات يقودها شباب وشابات من SDF Youth Hub في إطار مشاريع المنتدى الاجتماعي التنموي في قطاع غزة، والتي تركز على التوعية النفسية والاجتماعية، وتمكين الأطفال واليافعين في البيئات المتأثرة بالأزمات.
جاءت "جورنال الذاكرة" كخطوة جديدة نحو بناء جيلٍ أكثر وعيًا وتفهّمًا، يؤمن بأنّ الكلمة اللطيفة يمكن أن تكون درعًا يحمي، كما يمكن أن تكون جسرًا نحو التغيير.
وانطلقت المُبادرة كجزء من سلسلة مُبادرات في مرحلتها الأولى، وهي تتركّز على التوعية المجتمعية والصحية، والتثقيف، وتعزيز الأمن المجتمعي، ودعم النازحين والاستجابة لوقت الطوارئ.
صممت المُبادرات وقاد تنفيذها مجموعة من الشباب والشابات الذين تلقّوا تدريبًا مكثفًا مسبقًا، على يد نُخبة من المدربين، ضمن مشروع بناء قدرات "الهاب"، الذي يهدف إلى تمكين الشباب في الأزمات وتحفيزهم للعب أدوار فاعلة في مجتمعاتهم.
فريق المُبادرة
مجموعة من الشباب المتطوعين، المهتمين بتعزيز الثقافة الفلسطينيّة واستعادة الذاكرة، في ظلّ الإبادة، ودمجها في العمل المُجتمعي، وهُم:
