مُبادرة ركن يشبهني.. مكان آمن يلوّن خيال الأطفال من جديد
مبادرة فنية للأطفال النازحين، توفر دعماً نفسياً آمناً عبر ابتكار "صندوق/بيت" يمثل عالمهم الخاص، ليعيد لهم الألوان والسيطرة.
ما هي؟
مبادرة فنية ترفيهية موجّهة إلى الأطفال، ساهمت في تقديم دعم نفسي ومعنوي للأطفال النازحين الذين يعيشون ظروفًا صعبة بعد فقدان منازلهم وتأثرهم بصدمات الحرب.
تقوم المبادرة على خلق مساحة آمنة تمنح الأطفال فرصة للتعبير عن ذواتهم وإعادة إحياء خيالهم الواسع من خلال نشاط إبداعي مركزي يبتكر فيه كل طفل صندوقًا أو بيتًا صغيرًا يمثل عالمه الخاص، عالمًا يشبهه، يحتضن أحلامه، ويعكس ما يتمنى أن يراه في حياته.
لماذا المُبادرة؟
جاءت المبادرة لتمنح الأطفال مساحة فنية حرة تُعيد لهم الألوان وسط واقع يطغى عليه الرماد. ومع ازدياد أعداد الأطفال النازحين الذين يعانون من آثار نفسية صعبة نتيجة فقدان منازلهم وعيشهم داخل المخيمات، أصبح توفير نشاط ترفيهي يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم، وصنع شيء جميل بأيديهم، ضرورة ملحة.
"ركن يشبهني" تحاول ولو بشكل بسيط، أن تعيد للأطفال القدرة على التخيل، والشعور بالسيطرة، وصناعة مساحة آمنة تنتمي إليهم وسط ظرف لا يشبههم.
الفئة المُستهدفة ومكان التنفيذ
أهداف المُبادرة
- تعزيز الصحة النفسية للأطفال: من خلال أنشطة ترفيهية تساعدهم على التفريغ والراحة والشعور بالطمأنينة.
- تنمية مهارات التعبير الفني والإبداعي: عبر تصميم بيت أو ركن يمثل شخصيتهم وأحلامهم.
- تعزيز روح العمل الجماعي: من خلال أنشطة الرسم والتلوين الجماعي وتعاون الأطفال داخل مجموعاتهم.
- خلق بيئة آمنة ومرحّبة: تسمح للأطفال بالشعور بالانتماء والراحة والتفاعل بحرية.
- دعم الأطفال في إعادة بناء الخيال: واستعادة القدرة على تخيل مستقبل أجمل يتجاوز واقع الحرب والدمار.
أنشطة تفاعليّة.. أجواء مُميّزة
بدأ اليوم الأول بجلسة تعارف دافئة بين الفريق والأطفال، تلتها لعبة خفيفة لكسر الجمود مثل "صفقة وحركتين" التي دفعت الأطفال للحركة والتفاعل والضحك. عقب ذلك، تم تقسيم الأطفال إلى سبع مجموعات صغيرة، وكل مجموعة بإشراف أحد أعضاء الفريق. استلم كل فريق حقيبة أدوات تحتوي على ورق مقوّى وورق ملون ولاصق ومقص وألوان، ليبدأ الأطفال بتصميم "بيت أحلامهم".
تحوّلت الطاولات خلال دقائق إلى ورشات صغيرة مليئة بالخيال؛ طفل يرسم نافذة كبيرة لأنها تجعل البيت "يدخل النور"، وآخر يضيف حديقة صغيرة بجانب بيته، وثالث يصنع صندوقًا داخليًا ليضع فيه "أشياءه السرّية". كان النشاط أكثر من مجرد تصنيع بيت؛ كان مساحة للتعبير الذاتي، ولحظات من الفرح وسط واقع معقد.
وفي اليوم الثاني، استأنفت المبادرة بجلسة تعريف جديدة للفريق مع الأطفال، تلتها لحظة جميلة حين عرفت كل طفلة بنفسها وحكت عن حلمها المهني المستقبلي—طبيبة، معلمة، رسامة… أحلام أكبر من الحرب وأقوى من الخوف.
انتقلت الأجواء بعدها إلى نشاط حركي لطيف اعتمد على تقسيم الأطفال لمجموعات تحمل أسماء فواكه، ومع سرد قصة مرتبطة بالفواكه كانوا يقفزون ويصفقون كلما ذُكر اسم مجموعتهم، مما خلق ضحكات وحماسًا في المكان.
أما النشاط الأكبر فكان تلوين الجدران؛ حيث حصلت كل مجموعة على جدار يحمل رسمة أو شعارًا محددًا ليتولوا تلوينه معًا. تشارك الأطفال الفراشي والألوان، وامتزجت الحماسة بالتعاون، ليبدو المشهد وكأن الأطفال يعيدون رسم عالم أكثر جمالًا مما يعيشونه. وفي نهاية اليوم، عرضت كل مجموعة الجدار الذي قامت بتلوينه، وسط كلمات فخر وفرح من الأطفال أنفسهم.
السياق والتفاصيل
نفّذ المُبادرة فريق من الشباب والشابات من متطوعي المنتدى الاجتماعي التنموي ومن شبكة الشباب، وقد جرى دعمها من خلال SDF Youth Hub، في إطار مشاريع المُنتدى التنموية والمُجتمعية.
وجاء تنفيذ المبادرة في مساحة "عشان فلسطين 6"، وهي مساحة تستقبل عددًا من الأطفال النازحين الذين تضررت حياتهم ومنازلهم بسبب الحرب.
عمل فريق المبادرة على تنفيذ يومين متتاليين من الأنشطة الفنية والتفاعلية، وهي جزء من سلسلة مُبادراتٍ يدعمها "بنك المُبادرات"، وهي تتركّز على التوعية المجتمعية والصحية، والتثقيف، وتعزيز الأمن المجتمعي، ودعم النازحين والاستجابة لوقت الطوارئ، وتعزيز حقوق الأطفال والفئات المختلفة.
صممت المُبادرات وقاد تنفيذها مجموعة من الشباب والشابات الذين تلقّوا تدريبًا مكثفًا مسبقًا، على يد نُخبة من المدربين، ضمن مشروع بناء قدرات "الهاب"، الذي يهدف إلى تمكين الشباب في الأزمات وتحفيزهم للعب أدوار فاعلة في مجتمعاتهم.
فريق المُبادرة
ضمّ فريق المبادرة مجموعة من المتطوعين الشباب والمُبادرين، وهُم:
