“الموسيقى والأمل”.. مبادرة تنتشل الأطفال من جوّ الحرب

نفّذ مجموعة من المُبادرين الشباب والعازفين المختصين، مُبادرة “الموسيقى والأمل“، في مخيمات النزوح في وسط قطاع غزّة، مستهدفين مجموعةً من الأطفال النازحين، الذين عايشوا ظروفًا صعبة في الحرب على مدار أكثر من 15 شهرًا.

وأخذت المُبادرة الشبابية دعمها من “بنك المُبادرات“، وذلك في سياق التعاون مع مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي SYF وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان  UNFPA ومؤسسة “التعليم فوق الجميع” EAA.

أجواء من الفرح والحيويّة

شهدت المُبادرة أجواءً مليئة بالفرح والحيويّة، حيث كان فيها تفاعلًا مميزً بين الأطفال المشاركين فيها والمدربين الثلاثة، المختصين في الغناء والعزف، للدرجة التي يقول فيها أحمد النجار، قائد المُبادرة أنّ “الأطفال كانوا متعطشين لأي مبادرة تتعلق بالموسيقى والغناء، كان تفاعلهم معنا عالي جدًا حتى أنهم كانوا ينتظروننا قبل الموعد اليومي بساعتين، كانت أجواء رائعة كانت من الأهالي والأطفال”.

واستهدفت المبادرة فئة المراهقين، تحديدًا من سن 11 سنة حتى 15 سنة، بحكم أنهم الفئة الأكثر تضررًا من ظروف الواقع اليومي الذي أفرزته الحرب على قطاع غزّة، وهي تهدف للتفريغ النفسي بالجانب الأولي، ثم صقل المواهب عند الأطفال.

وتنوّعت أنشطة مُبادرة “الموسيقى والأمل“، ما بين أنشطة ترفيهية وتعليمية، تضمّنت تعليم الأطفال مبادئ علم الموسيقى وأساسيات الغناء الجماعي بالدرجة الأولى، مثل السلم الموسيقي وأنواع الغناء الموسيقي، وغيرها، بما يتناسب مع مدة المبادرة التي جرى تنفيذها على مدار 10 أيام.

ويقول النجار “بالنسبة للمشاركين، كان ارتباطنا فيهم ارتباط معنوي كبير، لاحظنا تعلقهم في فريق المبادرة، كمان طلبوا منا تجديد المبادرة واستمرارها، ونسعى لإنها تستمر حتى ينموا مواهبهم أكثر، بحكم قصر مدة المبادرة”. كما أشار إلى أن أهالي الأطفال الذين حضروا اليوم الختامي من المبادرة، تواصلوا مع فريقها وأثنوا على هذه المبادرة، حيث لاحظ الأهالي الفرق الذي ظهر على الأطفال، وبالتالي طلبوا أن تستمر المبادرة لمدة أطول من المُخصصة لها.

محاولة لنسيان الحرب

في اليوم الختامي من المُبادرة، وسط حضورٍ كبير من الأهالي وأعضاء المنتدى الاجتماعي التنموي، وممثلي مخيم “الأخوة” في بلدة الزوايدة، الذي جرى تنفيذ المُبادرة فيه، قدّم أطفال مُبادرة “الموسيقى والأمل” كورالًا غنائيًا مميزًا، كأحد نتائج المبادرة.

وشهد الكورال الغنائي، أجواءً مميزة من الفرح، تضمن غناء الأطفال لأغانٍ وقصائد وطنية وشعبية فلسطينية، من التراث الشعبي، والسلام الوطني الفلسطيني، ومجموعة من الأغاني التي تُعبّر عن رفض الحرب وحُب الوطن.

تقول الطفلة أميرة النجار، 13 عامًا، وهي إحدى المُشاركات في المُبادرة إنها كانت جميلة جدًا، وتُضيف “كتير استمتعنا مع المدربين. كنا نحس بالراحة بس ننسى الحرب والآلام اللي عشناها، من خلال المُبادرة”.

بينما قالت ديمة المبيض، 14 عامًا: “حبيت المبادرة. تعلمنا الموسيقى، علّمتنا ما نخجل ونعبّر عن مواهبنا أمام الناس.. مبسوطة كتير فيها”، ويوافقها في ذلك وسيم واكد، 11 عامًا، الذي أكّد أن الأطفال كانوا يأتون مبكرًا لحضور المبادرة، حتى قبل حضور فريقه.

أمّا بسمة أبو الكاس، 13 عامًا، فقالت بفرحٍ كبير: “كتير انبسطت، لأنو فترة الحرب كانت صعبة علينا، والمبادرة خلتنا نلتهي عن هاي الأجواء”.

بنك المُبادرت يدعم الشباب

كان المنتدى الاجتماعي التنموي قد أعلن عن مساحة لدعم العديد من المُبادرات للشباب، حيث جرى تمويل ودعم نحو 12 مُبادرة، في شمال وجنوب قطاع غزّة، من خلال “بنك المُبادرات“.

وبدأ تنفيذ المُبادرات الشبابيّة والمُجتمعية، مطلع شهر ديسمبر 2024، وحتى نهايته، بدعم من “بنك المُبادرات” الذي أطلقه المنتدى، وتحمل هدفًا أساسيًا، هو تحسين الواقع المجتمعي وتعزيز رفاهية الشباب والناس، في ظل معاناة النزوح والمعاناة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *