“يلا شباب”.. مُبادرة كرة القدم تُعيد الشباب إلى هواياتهم

في خطوةٍ جديدة نحو إعادة الأمل للشباب، انطلقت مُبادرة “يلا شباب” في وسط قطاع غزّة، التي نفّذها مجموعة من المُبادرين، بهدف إخراج الشباب النازحين من جو الحرب والمُعاناة، وإدخالهم في فرصة جديدة من المرح واستعادة ممارساتهم لهواياتهم. يأتي ذلك في سياق التعاون بين المنتدى الاجتماعي التنموي مع مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي SYF، بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA ومؤسسة “التعليم فوق الجميع” EAA، في إطار “بنك المُبادرات“.
كرة القدم وسط الحرب
تضمّنت المُبادرة دوري كرة قدم مُخصص للشباب الفلسطيني، الذين يتواجدون في وسط وجنوب قطاع غزّة، بهدف التخفيف من معاناتهم، وفتح مساحة لهم لاستعادة مهاراتهم وهواياتهم الرياضية والشخصية، التي كانوا يعيشونها ما قبل الحرب. وأطلق فريق المُبادرة إعلانًا للمجموعات الشبابية لتشكيل الفرق المُتنافسة في الدوري، على مدار أيام، قبل أن يتم ترشيح واختيار عدّة فرق أسسها الشباب للمُنافسة، تحت أسماءٍ مُتعددة، منها: “عشان فلسطين”، و”الحرية”، و”الشباب”.

وتشكّل كل فريق من الفرق المُشاركة في اللعبة، من خمسة لاعبين، بالإضافة إلى اثنين من لاعبي الاحتياط، بالإضافة إلى قائد للفريق والمُدرب والمشرف، الذين تواصلوا مع فريق المُبادرة، المكوّن من ثلاثة أشخاص أشرفوا على تنفيذها وعلى تحديد احتياجاتها. شهدت أجواء الدوري الرياضي فرصةً مميّزة للشباب اللاعبين، للتفريغ عن أنفسهم، والتنافس المرح والشريف، بعيدًا عن أجواء الحرب العصيبة التي يُعاني منها سكان قطاع غزّة منذ نحو 15 شهرًا.
مساحة للتفريغ واللعب
كان الهدف من المُبادرة إخراج الشباب من حالة الركود، والمعاناة من عدم وجود مساحة يلعب فيها الشباب كرة القدم، حيث تقول مي عفيفة، منسق المُبادرة: “حاولنا عمل نشاط رياضي للشباب، وكانت كرة القدم هي الرياضة المتفق عليها من الجميع، ليكون هناك مساحة للتفريغ عن أنفسهم”. وتُضيف عفيفة: “لقينا حالنا بنكتب مبادرة لدوري كرة القدم وجمعنا فيها الشباب ولعبوا وانبسطوا كتير بعد سنة حرب في الخيم والتكيات وطابور المياه والخوف والقصف. فجأة لقينا حالنا في ملعب لمدة 4 ساعات بنشوف أصحابنا وبنلعب.. وفايز وخسران رجعنا لوقت من أوقات قبل الحرب”.

وقال أحمد مسعود، أحد المشاركين في فرق كرة القدم: “كنا في دوري كرة قدم أنا وفريقي “فريق الشّباب” بعيد عن أجواء الإبادة والنّزوح والمعاناة اليوميّة، ضحكنا كتير ولعبنا وشفنا الأمل بعيون كلّ الشّباب. صحيح أنه خسرنا المباراة، بس كسبنا ساعة حلوة وسط كُل هذا الجُنون والألم”.
من جانبه، وصفَ علي جربوع، أحد المشاركين في المُبادرة التجربة، بأنّها “تجربة فريدة من نوعها في هذا الوقت بالذات في ظل الحرب الشرسة”، وأضاف “هذه الفرصة وفّرها لنا المنتدى الاجتماعي التنموي في مباردة “يلا شباب“، كتير كنّا ننتظر مبادرة من هالنوع عشان نفرّغ ولو جزء من الكبت والضغط النفسي اللي بنعاني منه في شيء بنحبه أبعدتنا الحرب عنه لأكثر من سنة في حين إنو كنّا نمارسه بشكل أسبوعي تقريبًا”.

بنك المُبادرت يدعم الشباب
كان المنتدى الاجتماعي التنموي قد أعلن عن مساحة لدعم العديد من المُبادرات للشباب، حيث جرى تمويل ودعم نحو 14 مُبادرة، في شمال وجنوب قطاع غزّة، من خلال “بنك المُبادرات“. وبدأ تنفيذ المُبادرات الشبابيّة والمُجتمعية، مطلع شهر ديسمبر 2024، وحتى نهايته، بدعم من “