الشباب يقودون مُبادرات “عشان فلسطين” بين الناس في المخيمات ومراكز الإيواء

انطلقت سلسلة مُبادرات “عشان فلسطين” التي أطلقها مجموعة من الشباب الفلسطينيين في أرجاء قطاع غزّة بالتعاون وبدعم من المنتدى الاجتماعي التنموي، حيث انقسمت 14 مُبادرة، إلى 11 في جنوب ووسط قطاع غزة، و3 في شمال القطاع.

تأتي المُبادرات الشبابيّة والمُجتمعية، التي بدأ تنفيذها مطلع شهر ديسمبر 2024، وحتى نهايته، بدعم من “بنك المُبادرات” الذي يدعمه المنتدى، بالشراكة مع مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) ومؤسسة “التعليم فوق الجميع”.

بين الشباب والفتيات.. والنازحين

جاءت المُبادرات في مواضيع متنوعة ومُختلفة، كان هدفها الأساسي تحسين الواقع المجتمعي وتعزيز رفاهية الشباب واليافعين، في ظل معاناة النزوح والمعاناة التي خلقتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة منذ 7 أكتوبر 2023.

استهدفت العديد من المُبادرات الفتيات، مثل مُبادرة “خيمة البنات“، التي تركزّت على توعية الفتيات بجوانب النظافة الشخصية وتوزيع طرود النظافة الخاصّة عليهم، بالإضافة إلى مُبادرة “كوني فراشة” التي استهدفت فتيات مراكز النزوح في مخيم البريج، بورش التوعية والتدريب حول تنفيذ المبادرات المجتمعية.

كما تطرّقت مبادراتٌ أخرى إلى الدعم النفسي الأوّلي للأطفال والفتية، من خلال تعليمهم على الموسيقى وتشجيعهم على التفريغ النفسي من خلالها، وذلك في مُبادرة “الموسيقى والأمل” التي جرى تنفيذها في مُخيم الأخوة في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزّة.

أمّا مُبادرة “تسالي سينما“، فجابت مُخيمات النزوح جنوب ووسط القطاع، وعرضت العديد من الأفلام المميّزة، ما بين الترفيه والتعلّم والثقافة، للأطفال والنازحين، بهدف خلق أجواء مختلفة لهم في المكان، وخروجهم من جو النزوح والحرب الصعب الذي يعيشونه منذ أكثر من عام.

وشارك العديد من الشباب في مُبادرة “يلا شباب“، التي فتحت أبوابها لتأسيس عدة فرق، شاركت في دوري مباريات كرة القدم، بهدف إخراج الشباب من مسؤوليات الحرب التي أثقلت على كاهلهم، إلى جانب العديد من المبادرات، منها: حكواتي في المخيم، بيئة آمنة، وSAVE LIFE، وورقة وقلم.

خطوات عديدة نحو تنفيذٍ مُميّز

أعلن المنتدى الاجتماعي التنموي في الأشهر السابقة، عن فتح الباب للشباب والشابات، لتقديم أفكارهم لتنفيذ العديد من المُبادرات المجتمعية، التي تُساهم في تحسين حياة الناس وتدعم التدخلات المجتمعية والإنسانية، في ظل الأوضاع التي يعيشها قطاع غزّة.

وسُجّلت 92 مُبادرة قدمها الشباب، بينها مبادراتٍ متنوعة في الأهداف والأفكار والجمهور، إلّا أنها خضعت للتقييم والمفاضلة، وفق معايير مختلفة، تضمن تنوّع المستفيدين واختلاف مناطق التنفيذ وعدم تكرار الأفكار. خضعت هذه المُبادرت لعملية طويلة من الإعداد، من خلال تحسينها من مُختصين من المنتدى، كما عمل الشباب المُبادرين على تطويرها للأفضل، والإعداد الدقيق لها، قبل الإنطلاق نحو مرحلة التنفيذ بينَ الناس.

عملنا طويلًا مع الشباب بهدف تحسين جودة المُبادرات، وكي يتم تنفيذها بأفضل شكل مع الناس، وفق الواقع الموجود. الهدف كان أن يكون الشباب في الميدان بأفضل أداء وتلقى المبادرات أفضل نتائج.

أسيل صافي، منسق محلي في المنتدى الاجتماعي التنموي

بنك المُبادرات

يُعد بنك المُبادرات، الذي انطلقت تحت مظّلته المُبادرات المختلفة بقيادة الشباب، مساحة لدعم الأفكار والمبادرات الشبابية في فلسطين، يتطلّع من خلاله المنتدى لدعم أفكار وتدخلات الشباب من أجل المجتمع لتعزيز مشاركتهم وبناء الثقة مع المجتمع المحلي. وهو منصة إبداعية تشجع الشباب على تقديم أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع واقعية تخدم المجتمع، ويهدف إلى دعم الشباب لوجستيًا ومعرفيًا من خلال سلسلة لقاءات توجيهية ساعدت المبادرين على تطوير أفكارهم وإعداد مقترحات متكاملة تضمنت الموازنات وخطط التنفيذ.

مساحة حيوية للشباب

أكدت هديل أبو زيد مدير المشروع، أن مبادرات عشان فلسطين هي “مساحة حيوية من الشباب إلى الشباب، تُتيح فرصة حقيقية للمساهمة في تحسين الواقع المجتمعي ومواجهة التحديات الصعبة التي يعيشها قطاع غزة”. وأضافت “من خلال هذه الأنشطة، نقدم تدخلات متنوعة تسهم في تعزيز رفاهية وصحة الشباب واليافعين، وخلق بيئة أكثر إيجابية لهم”.

وقال أحمد مسعود، أحد المشاركين في مبادرة يلا شباب“، عن مشاركته: “خليني أعبّر عن امتناني للمنتدى بأنه بأنشطته المختلفة والهادفة ما فشل ولا مرّة يصنع أيّامنا ولو بأبسط الأشياء، اليوم كنا في دوري كرة قدم أنا وفريقي “فريق الشّباب” بعيد عن أجواء الإبادة والنّزوح والمعاناة اليوميّة، ضحكنا كتير ولعبنا وشفنا الأمل بعيون كلّ الشّباب”.

ومن المتوقع أن تُسهم هذه المبادرات في إحداث تأثير إيجابي ملموس على واقع الشباب في قطاع غزة، من خلال تمكينهم ومساعدتهم على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، في ظل الحرب المستمرّة، كما سيُساهم في تحسين واقع الناس وتقديم حلول ولو مؤقتة لما يعايشونه مع الواقع الحالي في الحرب. من المهم الإشارة إلى أن سلسلة المُبادرات تأتي في سياق مشروع “إعادة بناء الأمل” الذي ينفّذه المنتدى الاجتماعي التنموي، بالشراكة مع ومؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي بتمويل من UNFPA ومؤسسة “التعليم فوق الجميع”، وفي إطار ذلك يجري تنفيذ مجموعة من التدخلات المجتمعية والإنسانية المهمة، التي تدفع بتعزيز دور الشباب والفتيات والأطفال وتساعد النازحين في أرجاء قطاع غزّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *